في ذكرى وفاة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله.
____________________________
عذبتنا المصيبه يكسر ظهرنا ثقلها
من يقَرُّب وقتها يجري الحزن في المدامع
من صدرنا تِصَدّع ضلع الذي لو لطمته
يدمي دمعه اليمه فوق القلب بالمواجع
بالمدينه تزلزل رحب الفضا والرواسي
كل اهلها نوايح عالمصطفى ابعله ضاجِع
والمَلَك من تِعنّى دار النبي ما دخلها
بابه لمّن طرقها يطلب اذن أمرُه طايع
بالتأني دخوله يدري الوضع مو مطمئِن
والهواشم تِسِمْعُه من خيَّرُه بالوقايع
في سؤاله جوابُه والمصطفى ما تردد
والضّحى من قراها قلب النبي ليها خاشِع
والخلافه قريبه منصب علي من غديره
يا محمّد اكيده بعدك علي صيته ذايع
هذا اخر نزولي بان الوحي من وداعُه
من صعد جِنْحُه يخفق ريح الهوى بالزوابِع
والاشاره نهايه دار النبي حل عليها
كل بلايا الدواهي زرع البلا غصنه يانع
والروايه خطيره تعبُر زمن كلّه عِسرَه
كل جُملها خناجُر ما تنوصف بالمراجِع
تنبري للهدايه عترة علي بالولايه
والنوايا خبايا تحدث فتن ليها صانع
والدرايه بعيده ينظر سِلِم للبريه
من فقارُه غمدها حيدر فتن ليها رادِع
والنبوه وحيها حبر السما من كتبها
الله يعصم نطُقها ينفي الهوى ليها وازع
للخلايق متاهه من تنحُرُف عن سُبُلها
للمتاعب تودي وحب الهوى فيها ضالِع
والولايه رفيعه مو بالسهوله تِصِلها
من اخذها صفاته بين الولي فرقُه شاسِع
ماهي سهله نودّع اخر نبي للرساله
تابعتنا المآسي درب الكدر ليها واسع
من يواسي البتوله جمْر الفقِد توّه واقِد
والمصايب عليها صُبّت قَهَر كالمنابع
والبلايا شظايا تنحت جُرُح فينا ينزف
كل قلبنا تِجَرّح ما يندمِل حَرْقُه لاذِع
من يِهوِّن فَقِدنا غير النعي والتعازي
والمراثي شرعنا شرع الحزن له دوافِع
من يلومك طباعُه لفظ الحُقِد في لسانه
بالعباده يجامِل حتى الفكُر منّه ضايع
دنيا تقسي ابّلاها واللي ابتلى طبعه نعرُف
هالعواطف تهيجِه يجري الحزن بالمسامِع
ما نبالغ حزنا مجلس عزى من نقيمه
بالنواعي نبينا وقت الحشر لينا شافع
____________________________
محمد آل يوسف - 1446 هـ