قصيدة نهار الحقّ

فـي ذكـرى الـمبعث الـنبوي الـشريف لـلرسول
الاعــظــم مــحـمـد صــلــى الله عـلـيـه وآلِـــه.


روح الـــقُــدُس نــــازل عــــن درايــــه الــيــوم
أتْــخــيّــل ابــشــعـري الـــصــوره والــرســمـه

وحــــــي الله نــــــزل عــــــالارض لـلـتـنـقـيـب
يــنَّــقــب عــــــن مــكــامـن فــيــهـا لــلـرحـمـه

آنَـــــس مَـهْـبـطـه وحــــس الأثــــر مــسـكـون
فـــيـــه امـــــن الأثـــــر لــلــضـوء والــنـسـمـه

مــــــا شــــــاف ابـجَـبـلـهـا اثـــــر لــلـبـركـان
ولا حـــــتــــى وجـــــــــد اي دُوُر مِــتــهَــدْمــه

شـــاف الـسـيـل يــجـرف حــزمـه مــن لــورود
شــــاف الــــوَرِد ســالــم بـالـغـصـن بَــسـمَـه

حــــــدّد عــالــجـبـل آثـــــار لــيــهـا اوجـــــود
شـــــــاف ابــــأثـــر آدم عــــالـــم ابــزحــمــه

مـــــن عــالــي الــجـبـل لــمــا نــظــر لــلـكـون
مــســاحــات الــســمــا لــــــلارض مــتـقَـدْمَـه

لــمـح حــزمـة ضـــوى تِـنْـشَّـد لــهـا الابـصـار
تِـــزاورهـــا الــشــمِــس والــقــمـر والــنـجـمـه

ضــيـا الـمـصـدر جــلـي مــا يـحـتِمِل تـأويـل
صــفــات الانــبــيــا بـالــنـور والـوســمَــه

ثـــبَـــت هــالــلـي يـــــزاور نـــــور لــلاطــهـار
مـــــرّت بـــــه الــشـمِـس مـحـتـاجـه لـلـحِـزمـه

والــــيــــوم الــمــهــمــه اتــــبــــدَّل الـــمــألــوف
نـــور امـــن الـشـمـس يـسـطـع مـــن الـقـمّـه

تـــراتــيــل الــــوحـــي بــــالآيـــه والــتــنــزيـل
اقـــــــرأ يـــــــا مـــحــمــد رحـــمـــه لـــلامّـــه

تـــلـــى الايــــــه مــحــمّــد يــتـبـعـه جــبــريـل
اوّل مـــــن قـــــرا بـــعــد الــنــبـي الــخـتـمـه

وانْــبِــعْــثَــت هــــدايـــة عــــالـــم الــتــكــويـن
واشـــــرق صـــــدر طـــــه ونـــــوّر الــدَّهْــمـه

وانــكــشــفـت جـــبـــال امـــوتـــدّه ابـــأوتـــاد
بـثـنـعـشـر وتـــــد عـــلــى الارض مـتْـقَـسْـمـه

مـــن اســفـل الـــوادي يــجـري نــهـر الـكـون
وافـــروعـــه مــســاقــي الــخــيــر والــنــعـمـه

وابـــمـــكــه تــــهـــاوت فــــكـــرة الاصــــنـــام
واحـــتــلّــت مـــكــانَــه ابـــأســفــل الــعــتـمـه

وارتــفــعــت مــعــانــي تــرتــقــي الاكـــتــاف
وصْــــلَـــت لــلــبــلاغـه وجـــوهـــر الــحــكـمـه

بــلــســان الــفـصـاحـه أتـــوضَّــح الــتـوحـيـد
ســـــدّت فـــــي عـــلاهــا صَـــدْعَــت الـثـلـمـه

صــــدح صــــوت الــذّكُــر بـالـسـور والايـــات
ســـــــوره ذِكْـــــــرَت الاحـــــــزاب مــنــهـزمـه

ســــوره طــمّـنـت هــاديـنـا خــــوف الــنّــاس
حـــولِــه امـــــن الـصـحـابـه ثــلّــه وامـسَـلْـمَـه

يــــبــــدأ يـــعــلــن الاســـــــلام والــتــبـشـيـر
والــــمــــوؤده يــــــــدري ابــــحــــال مــتــألــمـه

اوهـــــــام الــجَــهِــل مــتــأصْـلَـه بــالأفــكــار
تـــســجــد لــلــصــنـم يــنــفـعـهـا مــتــوهـمـه

تــــرجــــع لــلــحــيــاة الــــنّـــاس بــــالآمـــال
تــــرجـــع مــســلــمـه وعـــالــفــات مــتــنـدمـه

والـــعــالــم يــعــيــش ابــأســعــد الأوقــــــات
يــتــمـنـى ابــــــد مــــــا عــــــاش بـالـظُّـلْـمـه

حــــلّــــت ســــاعـــة الاســـــــلام لــــلأمـــلاك
نـــزلـــت مـــــن ســمــاهـا تــعــلـن الــخــدمـه

تـــهــنــي الــمُــرســل الــمــبـعـوث والــمــحـمـود
مـــفــتــاح الــوســيــلـه وبـــــــاب لــلـحـشـمـه

والـــعـــالــم الـــعــلــوي يــحــتــفـل بــــذكـــار
ابـــتــرتــيــل الــــذكــــر لــــمــــلاك مــهــتــمّــه

تــعــلـن عـــــن رســـالــه اتـــوحــد الافـــهــام
تــجــمـعـهـم عـــلـــى الــتــقـريـب والــلُّــحْـمـه

تِــقْــفــل كــــــل جــهــنّــم بــــــاب لــلــنـيـران
تِـــبْــري كـــــل عـــمــل مــحــسـوب بــالــذّمّـه

تــفــتـح جـــنّــة الــفــردوس فــصــل اكــتــاب
فـــصــل الـــديــن حـــولِــه الــنّــاس مـتْـعَـلْـمَه

وتــــبــــدا مـــرحـــلــة تـــكــريــم لـــلانــســان
الله خــــالــــقــــه بـــالــمــرتــبــه الاســــــمـــــا

واتــحــيــن الــعــبــاده وتــشــتـعـل لـــشـــواق
مــحــاريـب الـــصــلاه بــالـشـوق مـتْـجَـسْـمَه

اتــــبـــاع الـــرســالــه تـــظــهُــر الاســـــــلام
واتــــبـــاع الـــرجــيــم ابـــجــهــل مِــتـكَـتْـمـه

اهـــــــداف الـــنــبــوّه اتــــهـــذِّب الأخــــــلاق
عـــلــى نـــهــج الــنـبـوه الــنــاس مـنـسـجـمه

بــــدا يــطـلـع نــهـار الــحـق مـــع الاشـــراق
والـــحـــالــه عــظــيــمـه وبـــيــئــه مــتــبــرمـه

لــــكــــن هــــالامُــــر مـــتــوقــت ابــتــوقــيـت
هـــالـــدعــوه الـــنـــبــوه لـــيـــهــا مــلــتــزمــه

مـحـطّـتـها ابــــأرُض مــكــه وعــتـيـق الـبـيـت
مــبــانـيـهـا عِـــلِـــم مــوســومــه بــالـعـصـمـه


مـــــحــــمــــد آل يـــــــوســــــف – 1445 هـ